سورة آل عمران - تفسير تيسير التفسير

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
تفسير السورة  
الصفحة الرئيسية > القرآن الكريم > تفسير السورة   (آل عمران)


        


يتوعد الله تعالى في هذه الآية الناكثين للعهد المخْلِفين للوعد، بالحرمان من النعيم، وبالعذاب الأليم، وبأنهم لن يسمعوا منه تعالى كلمة عفوٍ ولا مغفرة.
فالذين يشترون بعد الله وبأيمانهم ثمناً قليلا من عرَض هذه الحياة الدنيا أو الدنيا كلها لن يكون لهم نصيب عند الله ولا قبول. بل لسوف يُعرِض عنهم يوم القيامة ولا يغفر لهم آثامهم، ولهم عذاب أليم. وهذا يشمل كل من خان الأمانة، أو نكث بالعهد، أو حلف على شيء وهو كاذب. ومن هذا القبيل من يتفق مع آخر على بيع سلعة، فيزيده إنسان آخر في ثمنها فيبيعها للثاني وينقض اتفاقه مع الأول. وكذلك من يخطب فتاة، فيعاهده أبوها على تزويجها له نظير مهر مقدّر بينهما، فيأتي آخر بمهر أكثر فيزوجها له. ومثلُه من يحلف ببراءته من دَين عليه. وقد قال النبي الكريم «من حلَف على يمين يقتطع بها مال امرئ مسلمٍ لقي الله تعالى وهو عليه غضبان».
روى ابن جرير ان هذه الآية نزلت في أبي رافع ولبابة بن أبي الحقيق وكعب بن الأشرف وحُييّ بن أخطب، الذين حرّفوا التوراة وبدّلوا نعت رسول الله وحُكم الأمانات وغيرها فيها وأخذوا على ذلك الرشوة.


بيضا الوجوه: سرورها وفرحها. سواد الوجوه: مساءتها وخزيها.
متى يكون ذلك العذاب العظيم للذين تفرقوا واختلفوا؟ سيكون ذلك يوم القيامة عندئذٍ تبيضٌّ بالسرور وجوه المؤمنين لما تعلم من حسن العاقبة، وتسودُّ بالكآبة والحزن وجوه الكافرين، ويقال لهم: أكفرتم بعد أن فُطرتم على الإيمان وجاءتكم البينات عليه! إذنْ ذوقوا العذاب الحق جزاءَ كفركم.
أما الذين ابيضّت وجوههم سروراً فإنهم يدخلون الجنة التي أعدها الله لهم وجعلهم فيها خالدين.


تلك الآيات الواردة بجزاء المحسن ومجازاة المسيء انما هي من عند الله نتلوها عليك يا محّمد مقررة للحق والعدل. والله لايريد ظلماً لأحد من الناس أجمعين، فهو مالك العباد والمتصرف في شئونهم بحسب سنّته الحكيمة التي لا تتغير ولا تتبدل، وإليه مصيرهم أجمعين. والظلم الوارد هنا والذي ينفيه تعالى عن نفسه هو ما ينافي مصلحة العباد من جاجتهم إلى العدالة.

8 | 9 | 10 | 11 | 12 | 13 | 14 | 15